تاريخ النشر : 12-01-2021
المشاهدات : 3805
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخت تسأل تكون حائض ويطرأ عليها جنابه
هل ينفع تسمع قرآن من صدرها
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :  ذهب جمهور أهل العلم  إلي تحريم قراءة القرآن للجنب ولو كان دون مس للمصحف أو كان من حفظ صدره . 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله  ( فإن الأئمة الأربعة متفقون علي منعه من ذلك ) (يقصد منع الجنب من قراءة القرآن )  مجموع الفتاوي ( 344/21)
وقد وردت آحاديث ضعيفة في منع الجنب من القراءة للقرآن  أقربها للصحة حديث علي بن أبي طالب قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من الخلاء فيقرأ القرآن ويأكل معنا اللحم ولم يكن يحجبه عن القرآن شيء ليس الجنابة ( أي غير الجنابة ) وفي لفظ ( لا يحجزه عن القرآن شيء إلا الجنابة ) الحديث رواه أحمد والنسائي وأبو داود وابن ماجه . 
وهذا الحديث اختلف أهل العلم في تصحيحه وممن صحح هذا الحديث الترمذي وابن حبان والحاكم والبغوي وابن عبد البر . ومن المتأخرين الشيخ أحمد شاكر والشيخ ابن باز رحمهم الله جميعا . 
ولكن أكثر أهل الحديث علي تضعيفه وممن ضعفه من أهل العلم الشافعي وأحمد والبيهقي والخطابي   وكذلك ضعفه الألباني . 
وذهب بعض أهل العلم منهم الظاهرية إلي جواز قراءة القرآن للجنب دون مس ومن حجتهم حديث عائشة رضي الله عنها قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر  الله على كل أحيانه ) رواه مسلم. قالوا والذكر يشمل القرآن  فدل ذلك علي جواز القراءة للجنب . 
غير أن في شمول هذا الحديث لقراءة القرآن فيه نظر عند عامة العلماء 
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله  ( وفيه دليل علي أن الذكر لا يمنع منه حدث  وليس فيه دليل علي جواز قراءة القرآن للجنب لأن ذكر الله إذا أطلق لايراد به القرآن ) فتح الباري (45/2)
قال ابن حبان  ( وقد توهم غير المتبحر في الحديث أن حديث عائشة ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله علي كل أحيانه ) يعارض هذا وليس كذلك لأنها أرادت الذكر الذي هو غير القرآن إذ القرآن يجوز أن يسمي ذكرا  وكان لا يقرأ وهو جنب ويقرأ في سائر الأحوال ) انتهي ( شرح سنن ابن ماجه )  
وعليه فقد علمت أختي الكريمة الخلاف الدائر بين أهل العلم في هذه المسألة ومذهب الجمهور فيها وهو حري أن يؤخر قراءة القرآن وهو جنب حتي يغتسل من الجنابة فإن ذلك أحوط وأبرأ للذمة . ولكن من ثبت لديه بيقين ضعف حديث علي بن أبي طالب ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحجزه عن القرآن شيء إلا الجنابة ) 
من ثبت له ضعف هذا الحديث فلا دليل لديه صحيح يمنعه من قراءة القرآن من غير أن يمسه فيجوز له حينها القراءة ويؤكد ذلك حديث عائشة رضي الله عنها  ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه ) يبقي هذا الحديث لا معارض له .

logo